يعتبر بعض المعارضين لاستخدام اللغة العربية في مراحل التعليم العليا في الدول العربية أن معضلة الترجمة هي أكبر عائق يحول بيننا وبين تعريب التعليم الجامعي في البلاد العربية، حيث عادة ما يؤكدون أن اللغات الأجنبية وعلى رأسها اللغة الإنجليزية هي لغات العلم وأن استخدام العربية في التعليم يستلزم ترجمة الكم الهائل من العلوم المكتوبة بتلك اللغات إلى اللغة العربية، وهذا أمر مكلف ماديا ويحتاج إلى الكثير من الوقت والكفاءات العلمية حتى يتم إنجازه. فهل هذا أمر صحيح؟
للإجابة على السؤال المطروح أعلاه علينا أن نسأل أنفسنا سؤالا جوهريا آخرا، ألا وهو: هل نحتاج أن نترجم كل ما يكتب بغير العربية؟ بل هل نحن في حاجة أصلا إلى كل العلوم التي تكتب باللغات الأجنبية؟ هنا سنجد أن العقل السليم والذهن الصافي سوف يردان بالنفي على هذين السؤالين، وذلك لأن ليس كل مايكتبه الغير مفيد لنا، بل على العكس فإن ما يأتينا من الغير من علم قد يكون ضرره أكبر من نفعه. وحتى وإن لم تكن علوم الغير مضرة فإنها قد لا تناسب احتياجتنا التنموية ولا أولوياتنا الاجتماعية، فما أهمية أحدث نظريات الإدارة في بلدان لا يهتم الكثير من مدراء شركاتها بأبجديات الإدارة ولا يعترفون إلا بفيتامين واو؟
إن نقل علوم الآخرين عن طريق الترجمة يجب أن لايكون عملية اعتباطية، وذلك لأننا يجب أن يكون لدينا معايير ومبادئ عامة نابعة من عمق مجتمعاتنا واحتياجاتنا نتمكن من خلالها من انتقاء الصالح الذي يستحق الترجمة وإهمال الطالح الذي لا يمكن أن يعود علينا بأي نفع. وعليه فإننا إذا عملنا بقاعدة "أولى لك فأولى" فإننا سنجد أن مسألة ترجمة العلوم إلى العربية لن تشكل عائقا إلا إذا افترضنا أن تعريب التعليم الجامعي يستلزم ترجمة كل مايكتبه غير العرب، وهذا أمر مخلف للواقع.
وأخيرا فإن من الواجب علينا أيضا ألا ننسى أن ناقل العلم ليس كصانعه، فأي نهضة علمية تحتم علينا تأليف الكتب بأنفسنا أكثر من ترجمة كتب الغير. فالمترجم لا يجب أن يشكل إلا جزءا يسيرا مما تحتويه مكتباتنا، أما الباقي فيجب أن يكون من صنع أيدينا، حتى لا نكون إمعة واقعين تحت رحمة ما يكتبه الآخرون لأنفسهم لا لغيرهم.
للإجابة على السؤال المطروح أعلاه علينا أن نسأل أنفسنا سؤالا جوهريا آخرا، ألا وهو: هل نحتاج أن نترجم كل ما يكتب بغير العربية؟ بل هل نحن في حاجة أصلا إلى كل العلوم التي تكتب باللغات الأجنبية؟ هنا سنجد أن العقل السليم والذهن الصافي سوف يردان بالنفي على هذين السؤالين، وذلك لأن ليس كل مايكتبه الغير مفيد لنا، بل على العكس فإن ما يأتينا من الغير من علم قد يكون ضرره أكبر من نفعه. وحتى وإن لم تكن علوم الغير مضرة فإنها قد لا تناسب احتياجتنا التنموية ولا أولوياتنا الاجتماعية، فما أهمية أحدث نظريات الإدارة في بلدان لا يهتم الكثير من مدراء شركاتها بأبجديات الإدارة ولا يعترفون إلا بفيتامين واو؟
إن نقل علوم الآخرين عن طريق الترجمة يجب أن لايكون عملية اعتباطية، وذلك لأننا يجب أن يكون لدينا معايير ومبادئ عامة نابعة من عمق مجتمعاتنا واحتياجاتنا نتمكن من خلالها من انتقاء الصالح الذي يستحق الترجمة وإهمال الطالح الذي لا يمكن أن يعود علينا بأي نفع. وعليه فإننا إذا عملنا بقاعدة "أولى لك فأولى" فإننا سنجد أن مسألة ترجمة العلوم إلى العربية لن تشكل عائقا إلا إذا افترضنا أن تعريب التعليم الجامعي يستلزم ترجمة كل مايكتبه غير العرب، وهذا أمر مخلف للواقع.
وأخيرا فإن من الواجب علينا أيضا ألا ننسى أن ناقل العلم ليس كصانعه، فأي نهضة علمية تحتم علينا تأليف الكتب بأنفسنا أكثر من ترجمة كتب الغير. فالمترجم لا يجب أن يشكل إلا جزءا يسيرا مما تحتويه مكتباتنا، أما الباقي فيجب أن يكون من صنع أيدينا، حتى لا نكون إمعة واقعين تحت رحمة ما يكتبه الآخرون لأنفسهم لا لغيرهم.
هناك تعليقان (2):
salam
nice article and i hope to read for you all the time insh'Allah.
i think that before taking what we need we have to appreciate knowledge so we appreciate what we take and we must understand the process of the development of knowledge. taking what we only need will not work in my opinion since it did not work before.
i feel that there is a need for teaching how knowledge evolve so everyone will know the story behind it. and the most important thing is the one who suppose to teach and not only read these the process. we tend to always ignore the human factor in everything. the human being is the most important wealth that we have.
thank you again and sorry for the lengthy comment
salam
Salam
Thank you very much for your comment.
I agree with you what said. The human factor is certainly the most important of all factors that can contribute to development. Everything else is details. One of these details is language, which is what I am trying to address in this blog.
I also agree with you regarding the importance of figuring out and teaching people what knowledge is good for. In fact, not knowing what knowledge is useful for is the reason why many people abuse technology. The internet is one of the best examples for this. Very few of us use it to gain knowledge. That is why we need orientation before knowledge.
إرسال تعليق