قرأت في
بعض مواقع النت سجالات بين مؤيدي ومعارضي الرئيس المصري محمد مرسي عن مدى تمكنه من اللغة الانجليزية، فالمعارضون يقولون أن انجليزيته
ضعيفة ولذلك يفضل الحديث بالعربية، والمؤيدون يؤكدون أنه يتقن اللغة ولكنه يتحدث
مع الأجانب عن طريق مترجم ليظهر اعتزازه بلغتنا العربية.
لكننا إذا نظرنا إلى الموضوع بشيء من التجرد فإننا سنجد أن على أي سياسي أن يتحدث بلغته للأسباب التالية:
١- من المعروف لدى الجميع أن كلام الساسة الكبار، خصوصا ممن هم في موقع المسؤولية، محسوب عليهم، فالناس تستمع إلى كل كلمة يقولونها، ولذلك فإن عليهم التعبير بدقة عما يريدون قوله حتى لا يساء فهمهم، وهو ما لا يتأتى إلا بلغتهم الأم.
لكننا إذا نظرنا إلى الموضوع بشيء من التجرد فإننا سنجد أن على أي سياسي أن يتحدث بلغته للأسباب التالية:
١- من المعروف لدى الجميع أن كلام الساسة الكبار، خصوصا ممن هم في موقع المسؤولية، محسوب عليهم، فالناس تستمع إلى كل كلمة يقولونها، ولذلك فإن عليهم التعبير بدقة عما يريدون قوله حتى لا يساء فهمهم، وهو ما لا يتأتى إلا بلغتهم الأم.
٢- السياسي الكبير، سواء كان في الحكم أو المعارضة، لا يمثل نفسه، بل
يمثل الكيان الذي ينتمي إليه، وبالتالي فإن عليه أن يمثل ذلك الكيان تمثيلا حسنا
مشرفا، وهو ما يصعب تحقيقه بلغة أجنبية؛ لأن الشخص حين يتحدث بلغة تعلمها على كبر
يظهر متلعثما مهزوزا بعض الشيء، وهذا طبيعي لكون اللغة ليست لغته، لكنه في الوقت
ذاته يهز من صورته وصورة الكيان الذي يمثله أمام الآخرين.
٣- على السياسي المسؤول أمام شعبه أن يتعامل معه بشفافية ووضوح وأن يحرص
على أن يعرف الشعب ما يقوله حتى مع الأجانب، وهو ما يتطلب الحديث باللغة التي
يعرفها الشعب ويفهمها. وحتى وإن توافرت ترجمة من اللغة الأجنبية التي أجرى بها
سياسي ما حديثه إلى اللغة التي يعرفها الشعب فإن بعضهم قد يقول أنها ليست دقيقة
ولا تعكس حقيقة ما قاله ذلك السياسي، وهو ما قد يفتح الباب أمام البلبلة والمزايدات
وربما التخوين.
٤- السياسي شخصية عامة يراقب الناس أقواله وأفعاله، ويتخذه الكثيرون منهم
قدوة، فإن رأوا منه اعتزازا بلغته وتمسكا بها وحرصا عليها، فقد ينعكس ذلك عليهم
ويزيد من حبهم لغتهم وسعيهم إلى تطويرها وتقديمها على كل لغة سواها.
أخيرا وليس آخرا، فإن قدرة السياسي على ممارسة السياسة ممارسة تراعي مصالح العباد لا ترتبط بمعرفته لغة أجنبية، ولا حتى بكونه حاصلا على درجة علمية مرموقة كالماجستير أو الدكتوراه بقدر ما هي مرتبطة - بعد توفيق الله - بالرؤية الواضحة والتخطيط السليم والتنفيذ الدقيق، وهي أمور حتى وإن احتاج في جوانب منها إلى معرفة ببعض اللغات الأجنبية فإنه لن يعجز عن الاستعانة بأهل التخصص طلبا للمشورة بخصوصها، فالحذر كل الحذر من اختزال مؤهلات السياسي أو غيره في مدى إتقانه لغة من لغات السادة الخواجات!