كثيرا ما أدخل في مناقشات وجدال لاينتهي مع العديد من أصدقائي حول أهمية اللغة الإنجليزية، حيث ينبهني الكثير منهم إلى أن اللغة الإنجليزية لغة العلم. فعل هذا أمر صحيح؟
أود أن أؤكد أولا أنني لست ضد اللغة الإنجليزية، فهي لغة أستفيد منها أنا والكثيرون غيري، وخصوصا في المجال العلمي، وهي بحق لغة علم، ولكنها ليست لغة العلم كله، فهناك الكثير من العلم النافع المنشور بلغات أخرى كالروسية و اليابانية والألمانية والفرنسية والصينية والأسبانية والعربية والبرتغالية والفارسية. ولا يجب على طالب العلم معرفة وإتقان كل تلك اللغات، ولكن كل حسب تخصصه، فالألمانية والفرنسية مهمتان في الفلسفة، والروسية في علوم الفضاء، والصينية في الطب الصيني التقليدي، والعربية في علوم الشريعة الإسلامية المختلفة. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو كيفية الاستفادة من الإنجليزية وغيرها من اللغات الأجنبية التي تحوي علما نافعا. هل يمكننا التدريس بلغة أجنبية كاللغة الإنجليزية في جامعاتنا من الاستفادة من العلم الغزير المنشور بتلك اللغة؟
هنا ينبغي علينا أن نفرق بين ثلاثة أمور رئيسية في عملية التعليم، ألا وهي:
١- تعلم شخص بمفرده لعلم من العلوم.
٢-تعليم هذا العلم للغير.
٣- إتيان هذا الشخص بشيء جديد في ذلك العلم عن طريق الكتابة والتأليف.
إذا نظرنا إلى تلك المراحل الثلاثة لوجدنا أن الاستفادة من اللغات الأجنبية تكون في المرحلة الأولى فقط، حيث يستخدمها طالب العلم للنهل من العلم الموجود بتلك اللغات، والذي غالبا ما لايكون متوفرا في لغته الأم. وبهذا تكون اللغة الأجنبية مصدرا مفيدا للعلم بحيث يقوم الدارس بأخذ الصالح الموجود في ذلك المصدر وترك الطالح.
أما المرحلتين الثانية والثالثة فهما مرحلتا إنتاج للعلم، حيث يقوم المدرس في المرحلة الثانية بإيصال معلومات بعينها إلى طلاب العلم عن طريق إعادة صياغة واعية للعلم الذي اكتسبه من المصادر المكتوبة باللغة الأم وباللغات الأجنبية. كما تتم في المرحلة الثالثة عملية إنتاج شيء جديد يضاف إلى العلم الموجود مسبقا. وفي هاتين المرحلتين يجب علينا أن نستخدم لغتنا الأم لأنها تمكننا من إيصال المعلومات بصورة أوضح وأدق ولأننا أقدر على الكتابة والتأليف بها من القيام بذلك بلغة أجنبية. وخير مثال على ذلك المستشرقون الأوروبيون الذين درسوا الحضارات الشرقية مستخدمين لغات كالعربية والفارسية والهندية والتركية والصينية وغيرها كأدوات تمكنهم من فهم ثقافات الشرق. فأعمال هؤلاء المستشرقين كتبت بالألمانية والفرنسية والإنجليزية والهولندية والإيطالية وغيرها من لغات أوروبا حتى يتمكن أولئك المستشرقون من إيصال المعلومات إلى طلاب العلم، ولأن المستشرقين كانوا يعون تماما أن الكتابة باللغة الأم أسهل وأكثر فعالية من الكتابة باللغة الأجنبية، حتى أن دارسي اللغة العربية منهم كتبوا عن اللغة العربية ونحوها وصرفها بلغاتهم لا باللغة العربية.
ومن هنا نجد أن السياسات التعليمية التي تفرض التعليم بلغة أجنبية سياسات مخالفة للمنطق الذي يملي علينا أن نتقن لغة أجنبية لكي ننهل من العلم المكتوب بها، لا لكي ندرس ونكتب بها. ولذا فإن الاستفادة من اللغة الإنجليزية أو غيرها من لغات العلم الأجنبية لاتتأتى من استعمالنا لها في مهارتي الكلام والكتابة بقدر ما تتأتى من استخدامنا لها في مهارتي القراءة والاستماع بحيث يتمكن الدارس من قراءة كتاب بالإنجليزية أو سماع محاضرة ألقيت بها.
أود أن أؤكد أولا أنني لست ضد اللغة الإنجليزية، فهي لغة أستفيد منها أنا والكثيرون غيري، وخصوصا في المجال العلمي، وهي بحق لغة علم، ولكنها ليست لغة العلم كله، فهناك الكثير من العلم النافع المنشور بلغات أخرى كالروسية و اليابانية والألمانية والفرنسية والصينية والأسبانية والعربية والبرتغالية والفارسية. ولا يجب على طالب العلم معرفة وإتقان كل تلك اللغات، ولكن كل حسب تخصصه، فالألمانية والفرنسية مهمتان في الفلسفة، والروسية في علوم الفضاء، والصينية في الطب الصيني التقليدي، والعربية في علوم الشريعة الإسلامية المختلفة. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو كيفية الاستفادة من الإنجليزية وغيرها من اللغات الأجنبية التي تحوي علما نافعا. هل يمكننا التدريس بلغة أجنبية كاللغة الإنجليزية في جامعاتنا من الاستفادة من العلم الغزير المنشور بتلك اللغة؟
هنا ينبغي علينا أن نفرق بين ثلاثة أمور رئيسية في عملية التعليم، ألا وهي:
١- تعلم شخص بمفرده لعلم من العلوم.
٢-تعليم هذا العلم للغير.
٣- إتيان هذا الشخص بشيء جديد في ذلك العلم عن طريق الكتابة والتأليف.
إذا نظرنا إلى تلك المراحل الثلاثة لوجدنا أن الاستفادة من اللغات الأجنبية تكون في المرحلة الأولى فقط، حيث يستخدمها طالب العلم للنهل من العلم الموجود بتلك اللغات، والذي غالبا ما لايكون متوفرا في لغته الأم. وبهذا تكون اللغة الأجنبية مصدرا مفيدا للعلم بحيث يقوم الدارس بأخذ الصالح الموجود في ذلك المصدر وترك الطالح.
أما المرحلتين الثانية والثالثة فهما مرحلتا إنتاج للعلم، حيث يقوم المدرس في المرحلة الثانية بإيصال معلومات بعينها إلى طلاب العلم عن طريق إعادة صياغة واعية للعلم الذي اكتسبه من المصادر المكتوبة باللغة الأم وباللغات الأجنبية. كما تتم في المرحلة الثالثة عملية إنتاج شيء جديد يضاف إلى العلم الموجود مسبقا. وفي هاتين المرحلتين يجب علينا أن نستخدم لغتنا الأم لأنها تمكننا من إيصال المعلومات بصورة أوضح وأدق ولأننا أقدر على الكتابة والتأليف بها من القيام بذلك بلغة أجنبية. وخير مثال على ذلك المستشرقون الأوروبيون الذين درسوا الحضارات الشرقية مستخدمين لغات كالعربية والفارسية والهندية والتركية والصينية وغيرها كأدوات تمكنهم من فهم ثقافات الشرق. فأعمال هؤلاء المستشرقين كتبت بالألمانية والفرنسية والإنجليزية والهولندية والإيطالية وغيرها من لغات أوروبا حتى يتمكن أولئك المستشرقون من إيصال المعلومات إلى طلاب العلم، ولأن المستشرقين كانوا يعون تماما أن الكتابة باللغة الأم أسهل وأكثر فعالية من الكتابة باللغة الأجنبية، حتى أن دارسي اللغة العربية منهم كتبوا عن اللغة العربية ونحوها وصرفها بلغاتهم لا باللغة العربية.
ومن هنا نجد أن السياسات التعليمية التي تفرض التعليم بلغة أجنبية سياسات مخالفة للمنطق الذي يملي علينا أن نتقن لغة أجنبية لكي ننهل من العلم المكتوب بها، لا لكي ندرس ونكتب بها. ولذا فإن الاستفادة من اللغة الإنجليزية أو غيرها من لغات العلم الأجنبية لاتتأتى من استعمالنا لها في مهارتي الكلام والكتابة بقدر ما تتأتى من استخدامنا لها في مهارتي القراءة والاستماع بحيث يتمكن الدارس من قراءة كتاب بالإنجليزية أو سماع محاضرة ألقيت بها.