كثيرا ما يحذر حماة اللغة العربية من خطر اللهجات العامية على اللغة العربية الفصحى، حيث تعقد المؤتمرات وتكتب المجلدات ويحتد النقاش في الإذاعة والتلفزيون حول الموت البطيء الذي تواجهه اللغة العربية الفصحى جراء الاستخدام المتزايد للهجات العامية من قبل المذيعين والمذيعات على الفضائيات المنتشرة في العالم العربي. ففي حلقة من برنامج الاتجاه المعاكس بثت في شهر أبريل الماضي ناقش ضيفا البرنامج الأخطار التي تواجه اللغة العربية، واحتد النقاش حول المسألة الفصحى والعامية، وأضاع الضيفان جل وقت البرنامج في هذا الجدال العقيم حول الموضوع دون التوصل لأي اتفاق، ولم يعيرا موضوع خطر اللغات الأجنبية على العربية اهتماما مماثلا لقضية العاميات، حيث لم يناقشا خطر لغات كالانجليزية والفرنسية إلا لبضعة دقائق بدا فيها للمشاهد أن خطر العاميات يضاهي خطر الأجنبيات.
إن هذا الخلط العجيب الذي يقع فيه كثير من المدافعين عن اللغة العربية لأمر يدعو إلى الحيرة، فكيف لخطر القريب أن يضاهي خطر الغريب. فاللهجات العامية على اختلافها لم تفرض علينا من بريطانيا أو أمريكا أو فرنسا، ولكنها نشأت على أراضينا وترعرعت بين أكنافنا. كما أنها تحوي العديد من الدرر النفيسة كالأمثال الشعبية والشعر العامي. وهي وإن احتوت على بعض الكلمات الغير مستخدمة في الفصحى إلا أن غالبيتها الساحقة تظل عربية مع اختلاف في بعض الأوزان والتراكيب والتعابير.
إن مشكلة اللهجات العامية مشكلة في مستوى التعليم المتردي الذي لا يمكن الطالب من اكتساب القدر الكافي من اللغة الفصحى مما يضطره لأن يلجأ لعاميته للتعبير عن نفسه، كما أنها مشكلة أمة لاتقرأ، مما يسبب حرمانا لغويا يعاني منه الجيل الحالي. وإلا فكيف استطاع أمير الشعراء أحمد شوقي أن يبرع في نظم الشعر بالفصحى بالرغم أنها لم تكن لهجة البيئة التي نشأ بها؟
ولذا فإن على من يريد الدفاع عن اللغة العربية أن يصوب أسلحته تجاه اللغات الأجنبية التي تغزو الدول العربية، وذلك لأنها هي الخطر الحقيقي الذي يحدق بالعربية والذي من أجله يجب أن تعقد المؤتمرات والندوات، فالعاميات بعكس الأجنبيات من الصعب أن تحل محل الفصحى، فلا نكاد نجد كتابات جادة بلهجة عامية، ولكننا نجد كتابات جادة بالإنجليزية والفرنسية. وليس هناك من كتاب يدرس في الجامعات مكتوب بالشامية أو المصرية أو المغربية، ولكن الكتب الأكاديمية الإنجليزية والفرنسية تفرض على طلابنا وتظل عبئا ثقيلا لا تقوى على حمله الغالبية العظمى منهم. ومن هنا ينبغي، على الأقل من باب "أولى لك فأولى"، للتحذيرات والصيحات التي يطلقها الغيورون على العربية أن توجه صوب اللغات الأجنبية، فلا يعقل أن تكون عاميات مكملة للفصحى كأجنبيات مدمرة لها.
إن هذا الخلط العجيب الذي يقع فيه كثير من المدافعين عن اللغة العربية لأمر يدعو إلى الحيرة، فكيف لخطر القريب أن يضاهي خطر الغريب. فاللهجات العامية على اختلافها لم تفرض علينا من بريطانيا أو أمريكا أو فرنسا، ولكنها نشأت على أراضينا وترعرعت بين أكنافنا. كما أنها تحوي العديد من الدرر النفيسة كالأمثال الشعبية والشعر العامي. وهي وإن احتوت على بعض الكلمات الغير مستخدمة في الفصحى إلا أن غالبيتها الساحقة تظل عربية مع اختلاف في بعض الأوزان والتراكيب والتعابير.
إن مشكلة اللهجات العامية مشكلة في مستوى التعليم المتردي الذي لا يمكن الطالب من اكتساب القدر الكافي من اللغة الفصحى مما يضطره لأن يلجأ لعاميته للتعبير عن نفسه، كما أنها مشكلة أمة لاتقرأ، مما يسبب حرمانا لغويا يعاني منه الجيل الحالي. وإلا فكيف استطاع أمير الشعراء أحمد شوقي أن يبرع في نظم الشعر بالفصحى بالرغم أنها لم تكن لهجة البيئة التي نشأ بها؟
ولذا فإن على من يريد الدفاع عن اللغة العربية أن يصوب أسلحته تجاه اللغات الأجنبية التي تغزو الدول العربية، وذلك لأنها هي الخطر الحقيقي الذي يحدق بالعربية والذي من أجله يجب أن تعقد المؤتمرات والندوات، فالعاميات بعكس الأجنبيات من الصعب أن تحل محل الفصحى، فلا نكاد نجد كتابات جادة بلهجة عامية، ولكننا نجد كتابات جادة بالإنجليزية والفرنسية. وليس هناك من كتاب يدرس في الجامعات مكتوب بالشامية أو المصرية أو المغربية، ولكن الكتب الأكاديمية الإنجليزية والفرنسية تفرض على طلابنا وتظل عبئا ثقيلا لا تقوى على حمله الغالبية العظمى منهم. ومن هنا ينبغي، على الأقل من باب "أولى لك فأولى"، للتحذيرات والصيحات التي يطلقها الغيورون على العربية أن توجه صوب اللغات الأجنبية، فلا يعقل أن تكون عاميات مكملة للفصحى كأجنبيات مدمرة لها.
هناك تعليق واحد:
أستاذي القدير (محمد إدريس) لك كل الود
بصراحة شديدة لم أكن أتوقع أن من المُدافِعين عن اللغة العربية من يحمل هذا الكم من الغباء فيظن أن اللهجات الدارجة العامية أخطر على لُغَتِنا الفُصحى من اللغات الأجنبية قلت أو كَثُرَت !!
لا أعلم لِمَ أشعر بأننا بتنا نُغلف الحقائق ونواريها بمشكلات أصغر حجماً لِعجزِنا عن حلها حقيقة ؟؟
صدقت فيما ذهبت إليه من قصور التعليم وقلة مئونة الطُلاب "العرب" في لُغَتِهم الأم
ولعلي أذكر أحد الشباب في الجامِعَة عندما أتى يسأل عن معنى (حُلَّة) والآخر يتسائل عن معنى "سرمدي" فهل هذا يُعقل ؟؟
سؤال يخطر على بالي دائما
ألا تعتقد أن صُعوبة لغتنا هي ما يحول بين أبنائها وبينها ؟
إرسال تعليق