قرأت منذ فترة دراسة عن تدريس اللغة الإنجليزية في المملكة العربية السعودية للباحث عبد الله بن سالم الشمري لفت نظري فيها ما أورده الكاتب من عدة حقائق، والتي من أهمها أن الطالب يبدأ بتعلم اللغة الإنجليزية في المرحلة المتوسطة وحتى المرحلة الثانوية، أي لمدة ستة أعوام. ثم يعيد الطالب تعلمها في الجامعة وذلك لأن أغلب ما درسه من لغة إنجليزية في المدرسة يكون قد ذهب أدراج الرياح. ولهذا يتسائل الكاتب عن جدوى تدريس اللغة الإنجليزية لمدة ست سنين إذا كان غالبية الطلاب ينهون دراستهم الثانوية وهم لا يفقهون شيئا من تلك اللغة لدرجة أنهم يحتاجون أن يتعلمونها من جديد.
قد يتكرر السيناريو المذكور أعلاه في الكثير من الدول العربية، ولذا فإن علينا أن نتسائل عن جدوى تدريس اللغات الأجنبية في المدارس، وخصوصا في المرحلة الإبتدائية. وقد يقول البعض أن الطفل يتمكن بطبعه من تعلم أي لغة وإتقانها إذا تلقاها في سن مبكرة، ولذلك وجب تدريسه اللغة الأجنبية مبكرا، وهذا قول فيه لبس كبير، إذ أن الطفل مجبول على تعلم أي لغة وإتقانها إذا كان يعيش في محيط تستخدم فيه تلك اللغة استخداما طبيعيا كما يحدث مع اللغة الأم. أما تدريس اللغة الإنجليزية أو غيرها من اللغات الأجنبية فإنه يتم في الغالب في محيط لا يتعدى في أحسن الأحوال جدران الفصل وبطريقة تختلف اختلافا كليا عن الطريقة التي يتعلم بها الطفل أي لغة تعلما مباشرا من المحيط المستخدمة فيه.
إذن، يتضح لنا أن تدريس اللغات الأجنبية في أغلب البلاد العربية يجب أن يؤخر إلى مرحلة ما بعد المدرسة، حيث يجب أن يدرسها من يحتاجها بالفعل ومن سيستخدمها استخداما فعالا ومكثفا بمجرد أن يتعلم أساسياتها. أما من لا حاجة له بلغة أجنبية فإن من الظلم فرضها عليه وإضاعة وقته ومجهوده في تعلم ما لن يستفيد منه. ولكي يتم ذلك يجب على الدول العربية ان تهتم بالتعريب في كل المجالات، وخصوصا التعليم الجامعي والقطاع الخاص، حتى يستطيع الإنسان العادي أن يحيا حياة عادية دون الحاجة إلى استعمال لغة أجنبية.
وهنا يحضرني خبر قرأته عن إحدى الجامعات الحديثة في السعودية والتي أرادت أن توظف مدرسين ومحاضرين في مواد الشريعة وعلوم اللغة العربية مشترطة على الراغبين بالتقديم على تلك الوظائف إتقان اللغة الإنجليزية. فما حاجة مدرس أو محاضر في المواد الشرعية بلغة الأنجلوساكسون؟ ولماذا يجب على شخص سيدرس علوم اللغة العربية في بلد عربي أن يتقن اللغة الإنجليزية؟ الله أعلم.
قد يتكرر السيناريو المذكور أعلاه في الكثير من الدول العربية، ولذا فإن علينا أن نتسائل عن جدوى تدريس اللغات الأجنبية في المدارس، وخصوصا في المرحلة الإبتدائية. وقد يقول البعض أن الطفل يتمكن بطبعه من تعلم أي لغة وإتقانها إذا تلقاها في سن مبكرة، ولذلك وجب تدريسه اللغة الأجنبية مبكرا، وهذا قول فيه لبس كبير، إذ أن الطفل مجبول على تعلم أي لغة وإتقانها إذا كان يعيش في محيط تستخدم فيه تلك اللغة استخداما طبيعيا كما يحدث مع اللغة الأم. أما تدريس اللغة الإنجليزية أو غيرها من اللغات الأجنبية فإنه يتم في الغالب في محيط لا يتعدى في أحسن الأحوال جدران الفصل وبطريقة تختلف اختلافا كليا عن الطريقة التي يتعلم بها الطفل أي لغة تعلما مباشرا من المحيط المستخدمة فيه.
إذن، يتضح لنا أن تدريس اللغات الأجنبية في أغلب البلاد العربية يجب أن يؤخر إلى مرحلة ما بعد المدرسة، حيث يجب أن يدرسها من يحتاجها بالفعل ومن سيستخدمها استخداما فعالا ومكثفا بمجرد أن يتعلم أساسياتها. أما من لا حاجة له بلغة أجنبية فإن من الظلم فرضها عليه وإضاعة وقته ومجهوده في تعلم ما لن يستفيد منه. ولكي يتم ذلك يجب على الدول العربية ان تهتم بالتعريب في كل المجالات، وخصوصا التعليم الجامعي والقطاع الخاص، حتى يستطيع الإنسان العادي أن يحيا حياة عادية دون الحاجة إلى استعمال لغة أجنبية.
وهنا يحضرني خبر قرأته عن إحدى الجامعات الحديثة في السعودية والتي أرادت أن توظف مدرسين ومحاضرين في مواد الشريعة وعلوم اللغة العربية مشترطة على الراغبين بالتقديم على تلك الوظائف إتقان اللغة الإنجليزية. فما حاجة مدرس أو محاضر في المواد الشرعية بلغة الأنجلوساكسون؟ ولماذا يجب على شخص سيدرس علوم اللغة العربية في بلد عربي أن يتقن اللغة الإنجليزية؟ الله أعلم.
هناك 5 تعليقات:
Hi Mohamed,
I enjoyed reading your post, but I can't disagree with you more on the views you've presented. I believe that teaching foreign languages to children, English and other languages, is extremely beneficial in the personal growth of the child, and of a nation as a whole.
The exposure to a language allows exposure of other cultures, other sciences, other knowledges that may or may not be available in one's native language (be that Arabic or any other language). The learning of a Lingua-Franca like English is even of higher importance to increasing the potential of a child: it allows them more years to acquire the language more proficiently, which allows them more credibility when they intend to use it: A conference presenter who is pronouncing all the Ps as Bs and all the Vs as Fs is much less likely to get the respect of the audience than one who is presenting using a close-to-perfect language. The learning of a foreign language may no longer be optimal when a child is of middle-school age, but the child at the time also has other optimizing circumstances: A 12 year old does not have any responsibilities to speak of, or worries to speak of - this is when the child has the time to learn the language. If we waited till adulthood to teach people languages, people will be "too busy", or too tired from studying by the time they get to the opportunity of learning the language.
A religion teacher may not need to speak English, but suppose there is something in the news about the Arab world or about the religion being taught, and which is not fully presented in Arabic: The teacher would be limited in what she/he can offer her/his students in commentary about this event, since she/he can not have access to all the information about the event.
That is a special case, for the most part, people from all professions: Engineers, Scientists, Doctors, Pilots, Technicians, Linguists etc, all need to communicate with people from other countries, and to read manuals and books and journal articles presented in other languages... So if 90% of people will end up having to learn the language anyway, why not introduce it to all 100% of them early enough to make it easier on them to acquire the basics, while their existence still revolves around learning only (junior highschool and highschool)... If people are "forgetting" what they learned by the time they're in college, then the teaching methodology was not appropriate, and the teachers need to be trained better in giving their students a learning experience that will last. In fact, I beleive people should start learning said languages even earlier, perhaps even in childhood, like schools do in Lebanon (where they have a foreign language, either French or English, from kindergarten).
:) In any case, it was pleasant reading your post, thanks for tagging me!
السلام عليكم
الصراحة مقال جميل وان كنت لا اوافقك الراي فيما ذهبت اليه. ان تعلم اللفة الانجليزية لم يعد لمجرد استخدامها مستقبلا في مجال عملك او بيئتك بل لحماية اطفالك مما يتلقونه باللغة الانجليزية من الانترنت او من التلفاز. فالاب قادر على حماية الابن الى حد ما من الافكار المشوشة اذا استطاع ملاحظتها في ابنه بخلاف ما اذا كانت ثقافة الابن الى حد ما متاثرة باللغة الانجليزية بحكم انها اللغة الاكثر انتشارا وبالتالي الاسهل تعلما. ان الطريقة التي ينشا عليها المجتمع حاليا وسرعة تاثر المراهقين بالغرب جعلتهم يستخدمون الكثير من المصطلحات الانجليزية في حياتهم اليومية بل والعديد منهم يقضي الساعات في غرف الشات بالانجليزية او على اقل تقدير في مشاهدة وسماع الافلام والاغاني الاجنبية. فتعلم الانجليزية لم يعد حاجة ملحة من اجل العمل او الاستخدام بل لامكانية التعايش مع التغيرات الجارية في المجتمع.
عموما اوافقك الراي في اننا نحتاج الى نهضة في عملية التعريب ليس لتقليل الحاجة الى اللغة الانجليزية بل لانشاء قاعدة واساس لنهضة علمية جديدة قائمة على اساس عربي مما يضطر الاخرين الى تعلم العربية والترجمة منها الى لغاتهم وبالتالي نعيد الى لغة القران المكانة التي تستحقها والتي لن تمحى مادام كتاب الله موجودا.
كان هذا رايي باختصار وشكرا
زين بلفقيه
Hi Sarah, Thank you very much for your comment.
I wish to address certain issues you have raised.
First, foreign languages are not a prerequisite for success, nor are they always necessary for creativity. You live in the US and can see for yourself that many excellent American scientists are monolingual. In addition, exposure to other cultures can breed complacency since everything can come from outside. If you have textbooks written in English, why do you need to have them in Arabic?
Second, adults can learn any language successfully in about a year. They can master all aspects of the foreign language, except perhaps for phonology. Early exposure helps if it occurs in a natural setting. Such a setting cannot be provided in most schools in the Arab world. Moreover, being busy does not hinder anyone from learning a foreign language if one really needs it.
Third, if something really important about the religions of the Arabs is said in a different language, we will know about. The Danish cartoons were in Danish, but we all knew about them. Translation is still alive.
Fourth, not all doctors and scientists communicate with the outside world. The majority of people live in their countries. It is actually a minority of people who deal with the outside world. The rest rarely do. So why then should we impose foreign languages on everyone if by the end of the day only a handful of them will use those languages?
Fifth, the Arab world is huge enough to allow most of its inhabitants to function almost exclusively in Arabic. That’s the nature of large cultures. They tend be insular.
Finally, if someone has difficulties pronouncing Vs and Ps, he/she should not present in English. If he/she has something important to say, people will listen no matter how bad his/her pronunciation is. Furthermore, people can always find other ways to disrespect others, even if they speak their language perfectly (Have you seen Harold & Kumar Escape from Guantanamo Bay?)
Thank you again for your stimulating comment!
شكرا جزيلا يا زين على تعليقك، وإني لأتفق معك على أن الكثير من المظاهر السيئة تدخل إلينا عبر اللغة الإنجليزية. ولكن الحل يكمن في تربية النشئ وتحصينه وربطه بثقاقته ولغته الأم، وتأخير تعليم اللغات الأجنبية حتى يكون المراهق واعيا بما يمكن أن يأتيه عبر تلك اللغات من مساوئ. وهناك نقطة أخرى ينبغي علينا أن ننتبه لها وهي أن العديد من مظاهر الانحلال تدخل عبر اللغة العربية لا الإنجليزية، فلا يمكن أن نتهم باريس هلتون بإفساد شبابنا وشاباتنا إذا كان لدينا هيفاء وهبي وسعد الصغير ودينا. أما الكذب والرشوة والمحسوبية فيمكن للغرب أن يتعلم فنونها عن طريق حذق اللغة العربية.
You ji-had terrorist bad. I hoep you dai. I no like what you is writed.
إرسال تعليق