"الفرنسية غنيمة حرب"، هكذا وصف الكاتب الجزائري الراحل كاتب ياسين اللغة الفرنسية التي كانت أحد أدوات احتلال الأراضي والعقول، وهكذا ينظر إليها وإلى غيرها من اللغات الأجنبية الكثيرون منا في عصرنا هذا. ويمكن إرجاع هذه النظرة إلى الآراء التي ما انفكت تردد أن التمكن من لغات الأمم المتطورة أحد أهم مفاتيح التقدم بالنسبة لعالمنا العربي، وذلك لأن تلك اللغات بوابتنا نحو التعرف على أحدث ما وصلت إليه دول العالم المتقدمة من اختراعات وإبداعات. وهذا هو الوجه الحسن لمعرفة تلك اللغات. ولكن هل فكرت عزيزي القاريء فيما إذا كان هناك جانب سلبي لإعطاء تلك اللغات ذاك القدر الهائل من الأهمية كما يحدث في العديد من الدول العربية. إذا نظرنا حولنا فسنجد أن التمكين للغات الأجنبية في بلادنا يحد بشكل كبير من الإبداع المحلي، وذلك من جوانب ثلاث على الأقل:
١- الجانب اللغوي: يؤدي فرض اللغات الأجنبية في مجتمعاتنا إلى جعل اللغة العربية لغة كسيحة لا تتطور بالسرعة الكافية ولا بالكفاءة المطلوبة. وهذا كما يعرف الجميع لا يحدث بسب فقر اللغة العربية، بل بسبب إقصائها عن العديد من القطاعات الحيوية في أغلب بلداننا. ونتيجة لهذا الإقصاء تظل المعاجم التي تصدرها مجامع اللغة العربية حبيسة الرفوف لا تجد من يستخدمها، كما تبقى المقررات الجامعية التي تصدر باللغة العربية ضعيفة الانتشار بسبب رفض أغلب الكليات العلمية التدريس باللغة العربية، وكثيرا ما يؤدي هذا إلى حبس اللغة العربية داخل حلبة العلوم الدينية والأدبية وتكريس فكرة أنها لا يمكن أن تصبح لغة للعلوم الدقيقة. وباختصار فإن لغة لا تستخدم لا تتطور.
أضف إلى ذلك أن الحضور الطاغي للغات الأجنبية يشوش على السليقة اللغوية لأبناء العربية مما يتسبب في ظهور ترجمات غربية لمصطلحات ومفاهيم لا يفهمها إلا المتبحر في اللغة الأجنبية المنقولة منها تلك المصطلحات والمفاهيم، بالإضافة إلى ترجمات لا تتناسب مع نسق اللغة العربية وثقافة متحدثيها (راجع دراسات الدكتور علي درويش للاستزادة).
٢- الجانب الاقتصادي: إن من آثار تهميش اللغة العربية في مجتمعاتنا وإعطاء الأولوية للغات الأجنبية أننا نجد أن هناك العديد من الوظائف التي يشترط على المتقدمين إليها أن يتقنوا لغة أجنبية كالإنجليزية أو الفرنسية. ويؤدي هذا إلى حصر فرصة الحصول على وظيفة جيدة بمن يتحدثون لغة أجنبية وهم أقلية، واستبعاد من لا يتحدثون سوى العربية وهم الأغلبية. وبذلك تقل فرص الاستفادة من المبدعين لأن الشركات تختار موظفين من عدد محدود بدلا من فتح المجال أمام عدد أكبر.
وقد يقول قائل أن هناك وظائف يحتاج الموظف فيها إلى لغة أجنبية بالفعل، وهذا صحيح. ولكننا إذا أمعنا النظر في سوق العمل لوجدنا أن الوظائف التي تتطلب حقا إتقان لغة أجنبية قليلة، أما باق الوظائف فيمكن إنجازها باللغة العربية دون غيرها شريطة أن يتم فرض لغتنا في جميع مناحي الحياة، فثمة فرق هائل بين الحاجات الضرورية والاحتياجات المصطنعة.
وأحيانا يصل الشطط والتنطع بالبعض إلى اشتراط لغة أجنبية كالإنجليزية دون وجود أدنى حاجة إليها. ومثال ذلك ما ذكرت في مقال سابق عن إحدى الجامعات السعودية التي اشترطت على المتقدمين لشغل وظائف تدريس اللغة العربية والعلوم الشرعية إجادة اللغة الإنجليزية. والأدهى من ذلك أن إحدى المستشفيات السعودية طلبت ذات الشيء ممن يودون التقدم لشغل وظيفة صياد عقارب وأفاع.
٣- الجانب الاجتماعي: إذا ألقينا نظرة سريعة على عالمنا العربي لوجدنا أن المتأمركين والمتفرنسين فيه عادة ما ينتمون إلى الطبقة الميسورة، إذ أن تلك الطبقة هي من تقوى على تحمل التكاليف الباهظة لنمط الحياة الغربي من تعليم في مدارس وجامعات أجنبية ورحلات إلى الخارج. ونمط حياة كهذا يؤدي إلى انعزال تلك الطبقة، وهي أقلية ذات قوة اقتصادية وفكرية وإعلامية، عن السواد الأعظم من الشعب، مما يؤدي إلى جعل إبداعات تلك الأقلية تدور في فلك الثقافات التي تبنتها وتبنت لغاتها، ومما يصعب بدوره على المجتمع الاستفادة من تلك الإبداعات. أما الأغلبية التي تصارع من أجل كسب لقمة العيش فإن إبداعاتها، إن وجدت، لا تلقى من يتبناها من قبل أفراد النخبة الذين يعيشون بأجسادهم في العالم العربي وبعقولهم وقلوبهم في أوروبا أو أمريكا. وهنا يكون الاستعمار اللغوي في أوجه.
ولا أزعم هنا أم كل أفراد النخبة لدينا متغربون، إذ يوجد الكثيرون من صفوة المجتمع من هم مغرسون جسدا وعقلا وفؤادا في الوطن العربي، ولكنهم مع الأسف محاربون من قبل النخب المتأمركة أو المتفرنسة التي تجيد فن الاستقواء بالخارج.
إن على العاقل أن يعمل عقله ويطرح السؤال التالي: إذا كان نفع اللغات والثقافات الغربية أكبر من ضررهما، فلماذا يحاول الغرب الذي بيننا وبينه الكثير من العداء نشر لغاته وثقافاته في أراضينا؟ هل يحرص الغرب إلى هذه الدرجة على إفادتنا؟ أم على السيطرة علينا؟ ليس لدي جواب شاف على هذه السؤال، ولكني أعتقد أن الانفتاح بلا رقيب في زمن الضعف يؤدي إلى كوارث أشد خطرا من عواقب الانغلاق.
قبل أن أنهي هذا المقال أحيل الحديث إلى الشاعر الكويتي حمود البغيلي الذي يوجه صرخة تحذيرية لدعاة الانفتاح من خلال أبيات يقول فيها:
عجيب أمر أمتنا عجيب ... تروضنا ليركبنا الغريب
وتحرقنا كعود المسك قهرا ... ليخرج منه للأغراب طيب
فقل للطالبين اليوم علما ... من السفهاء: ويحكموا أجيبوا
متى كان السفيه يدر علما ... ليلقفه على شغفٍ أديب
اذا لصق القراد بضرع شاة ... فلا يرجى من الشاة الحليب
١- الجانب اللغوي: يؤدي فرض اللغات الأجنبية في مجتمعاتنا إلى جعل اللغة العربية لغة كسيحة لا تتطور بالسرعة الكافية ولا بالكفاءة المطلوبة. وهذا كما يعرف الجميع لا يحدث بسب فقر اللغة العربية، بل بسبب إقصائها عن العديد من القطاعات الحيوية في أغلب بلداننا. ونتيجة لهذا الإقصاء تظل المعاجم التي تصدرها مجامع اللغة العربية حبيسة الرفوف لا تجد من يستخدمها، كما تبقى المقررات الجامعية التي تصدر باللغة العربية ضعيفة الانتشار بسبب رفض أغلب الكليات العلمية التدريس باللغة العربية، وكثيرا ما يؤدي هذا إلى حبس اللغة العربية داخل حلبة العلوم الدينية والأدبية وتكريس فكرة أنها لا يمكن أن تصبح لغة للعلوم الدقيقة. وباختصار فإن لغة لا تستخدم لا تتطور.
أضف إلى ذلك أن الحضور الطاغي للغات الأجنبية يشوش على السليقة اللغوية لأبناء العربية مما يتسبب في ظهور ترجمات غربية لمصطلحات ومفاهيم لا يفهمها إلا المتبحر في اللغة الأجنبية المنقولة منها تلك المصطلحات والمفاهيم، بالإضافة إلى ترجمات لا تتناسب مع نسق اللغة العربية وثقافة متحدثيها (راجع دراسات الدكتور علي درويش للاستزادة).
٢- الجانب الاقتصادي: إن من آثار تهميش اللغة العربية في مجتمعاتنا وإعطاء الأولوية للغات الأجنبية أننا نجد أن هناك العديد من الوظائف التي يشترط على المتقدمين إليها أن يتقنوا لغة أجنبية كالإنجليزية أو الفرنسية. ويؤدي هذا إلى حصر فرصة الحصول على وظيفة جيدة بمن يتحدثون لغة أجنبية وهم أقلية، واستبعاد من لا يتحدثون سوى العربية وهم الأغلبية. وبذلك تقل فرص الاستفادة من المبدعين لأن الشركات تختار موظفين من عدد محدود بدلا من فتح المجال أمام عدد أكبر.
وقد يقول قائل أن هناك وظائف يحتاج الموظف فيها إلى لغة أجنبية بالفعل، وهذا صحيح. ولكننا إذا أمعنا النظر في سوق العمل لوجدنا أن الوظائف التي تتطلب حقا إتقان لغة أجنبية قليلة، أما باق الوظائف فيمكن إنجازها باللغة العربية دون غيرها شريطة أن يتم فرض لغتنا في جميع مناحي الحياة، فثمة فرق هائل بين الحاجات الضرورية والاحتياجات المصطنعة.
وأحيانا يصل الشطط والتنطع بالبعض إلى اشتراط لغة أجنبية كالإنجليزية دون وجود أدنى حاجة إليها. ومثال ذلك ما ذكرت في مقال سابق عن إحدى الجامعات السعودية التي اشترطت على المتقدمين لشغل وظائف تدريس اللغة العربية والعلوم الشرعية إجادة اللغة الإنجليزية. والأدهى من ذلك أن إحدى المستشفيات السعودية طلبت ذات الشيء ممن يودون التقدم لشغل وظيفة صياد عقارب وأفاع.
٣- الجانب الاجتماعي: إذا ألقينا نظرة سريعة على عالمنا العربي لوجدنا أن المتأمركين والمتفرنسين فيه عادة ما ينتمون إلى الطبقة الميسورة، إذ أن تلك الطبقة هي من تقوى على تحمل التكاليف الباهظة لنمط الحياة الغربي من تعليم في مدارس وجامعات أجنبية ورحلات إلى الخارج. ونمط حياة كهذا يؤدي إلى انعزال تلك الطبقة، وهي أقلية ذات قوة اقتصادية وفكرية وإعلامية، عن السواد الأعظم من الشعب، مما يؤدي إلى جعل إبداعات تلك الأقلية تدور في فلك الثقافات التي تبنتها وتبنت لغاتها، ومما يصعب بدوره على المجتمع الاستفادة من تلك الإبداعات. أما الأغلبية التي تصارع من أجل كسب لقمة العيش فإن إبداعاتها، إن وجدت، لا تلقى من يتبناها من قبل أفراد النخبة الذين يعيشون بأجسادهم في العالم العربي وبعقولهم وقلوبهم في أوروبا أو أمريكا. وهنا يكون الاستعمار اللغوي في أوجه.
ولا أزعم هنا أم كل أفراد النخبة لدينا متغربون، إذ يوجد الكثيرون من صفوة المجتمع من هم مغرسون جسدا وعقلا وفؤادا في الوطن العربي، ولكنهم مع الأسف محاربون من قبل النخب المتأمركة أو المتفرنسة التي تجيد فن الاستقواء بالخارج.
إن على العاقل أن يعمل عقله ويطرح السؤال التالي: إذا كان نفع اللغات والثقافات الغربية أكبر من ضررهما، فلماذا يحاول الغرب الذي بيننا وبينه الكثير من العداء نشر لغاته وثقافاته في أراضينا؟ هل يحرص الغرب إلى هذه الدرجة على إفادتنا؟ أم على السيطرة علينا؟ ليس لدي جواب شاف على هذه السؤال، ولكني أعتقد أن الانفتاح بلا رقيب في زمن الضعف يؤدي إلى كوارث أشد خطرا من عواقب الانغلاق.
قبل أن أنهي هذا المقال أحيل الحديث إلى الشاعر الكويتي حمود البغيلي الذي يوجه صرخة تحذيرية لدعاة الانفتاح من خلال أبيات يقول فيها:
عجيب أمر أمتنا عجيب ... تروضنا ليركبنا الغريب
وتحرقنا كعود المسك قهرا ... ليخرج منه للأغراب طيب
فقل للطالبين اليوم علما ... من السفهاء: ويحكموا أجيبوا
متى كان السفيه يدر علما ... ليلقفه على شغفٍ أديب
اذا لصق القراد بضرع شاة ... فلا يرجى من الشاة الحليب
هناك 12 تعليقًا:
السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة
كلامك حق
و الاكثر من ذلك و الذي اراه فعلا تدمير هائل لهذه الامة ان التاعلم الراقي و المحترم الان اصبح يتطلب ان يمارس الطفل مقابلة يستمعون لمستوي اللغة الانجليزية له و هو لم يتعدي بعد الاربع سنوات !!!!
وجدت هذه الكارثة عندما لفت نظري ابناء عمومتي و هم يعلمون ابنائهم الصغار الكلمات بالانجليزية فسالتهم بصدق لماذا هذا ؟؟؟ فاجابوني بان الحضانات المحترمة ذات مستوي جيد تشتطر هذا !!!!
هذه حقا جريمة قومية
فالمأساه هي ان تتحول اللغة العربية الي لغة عبادة فقط و لغة الطبقة الفقيرة الغير مؤثرة اي تكون لغة درجة تانية
كيف يمكن التصدي لهذا ؟
كيف يمكنا جعل الناس تحب اللغة العربية ولا تزدريها ؟؟؟
لا ادري كيف يمكننا الخروج من تلك المعضلة الكاريثة
ملاحظة خارج الموضوع
ارجو ازالة الكلمات التني نكتبها لقبول التعليقات و شكرا
http://www.alasr.ws/index.cfm?method=home.con&contentID=10882
في الحجاز لا تسمع آلو آلو
بقلم د. محمد الأحمري
---
شكراً جزيلاً أختي على تعليقك
الخروج من المعضلة الكارثية اللتي ذكرتيها يتطلب ليس فقط تذكير دعاة التغريب بأهمية اللغة العربية بصفتها لغتهم الأم ووعاء ثقافتهم، وإنما يجب علينا أيضاً أن نذكرهم أن التغريب لا يمكن أن يحدث نهضةً حقيقية. فبذلك نثبت لهم أن التقدم والرخاء الذي ينشدونه لا يمكن أن يستورد، بل يجب أن ينبع من أرضهم، وبذلك نخطو خطوة ولو متواضعة نحو النهضة.
دمت بخير.
شكراً جزيلاً أخي متابع المدونة على الرابط
اللغة العربية للأسف ليست حتى لغة الطبقة الفقيرة !
فنتيجة لعصور الضعف والتخلف التي مررنا ونمر بها أصبحت اللغة الدارجة أشبه بلغة مختلفة عن لغتها الأم كما اختلفت العربية من قبل عن السامية
وحتى لو فرضنا جدلا أن لغة العوام لغة عربية صحيحة
لو فرضنا جدلا أنها كذلك فانتشار وسائل هذا الإعلام الفاسد الذي يسيطر عليه المرتزقون من أتباع الغرب ودماهم المقيتة ـ قادر بإذن الله على محوها بل واستبدالها
ولا حول ولا قوة إلا بالله
ثم إن الأمر ليس في حاجة لإقناع أحد لأنه لا أحد يملك الجرأة ليقتنع بهذا الكلام !
ولله الأمر من قبل ومن بعد !
شكرا جزيلا أخي رفعت على تعليقك
صحيح أن لغة العوام ليست اللغة العربية الفصحى، ولكن العوام عادة ما يدرسون في مدارس الدولة التي التي تستخدم اللغة العربية الفصحى، على الأقل في القراءة والكتابة. وبذلك فإن فرصة العوام في حذق اللغة العربية أكبر من فرصة النخبة المستغربة التي كثيرا ما تكون فصحتها لغة أجنبية وعاميتها عربية مخلوطة بلغة أجنبية كالإنجليزية، وخصوصا في عصر الأمركة الحالي.
أما بالنسبة لإقناع دعاة التغريب بعدم جدواه في إحداث نهضة حقيقية، فإني مقتنع أننا يجب أن نحاول وألا نيأس. ولا أظن أن محاولاتنا سوف تؤتي أكلها خلال عصرنا الحالي، إن كان لها أكل أصلا، فقد يستغرق الأمر عشرات أو مئات السنين. ولكن على أية حال فإننا حتى وإن لم ننجح ونجني ثمار عملنا في الدنيا فإن لنا ربا سيكافئنا في الآخرة.
وشكرا.
بارك الله فيكم أخي العزيز ، ووفقكم دائما إلى ما يحب ويرضى وشكر سبحانه وتعالى لكم !
أنا لستُ يائسا من التغيير ولكنني يائس من إقناع هؤلاء وأمثالهم
ليس لأن حججنا ضعيفة
إطلاقا !
بل لأننا نحن الضعفاء المهانون
لذلكم يجب ألا نعتمد عليهم وعلى إقناعهم
ولكن يجب أن نعتمد على أنفسنا في إحداث هذا التغيير وأن تكون لنا نشاطاتنا الجدية المتطورة للتغيير
هذا ما يجب إلى أن يأمر الله برفع هذا الذل عن هذه الأمة المستكينة
فإذا كانت الظروف أقوى منا وإذا لم نتمكن من إحداث تغيير أي تغيير ؛ فسنحفظ ـ بإذن الله ـ على الأقل هذه الدعوة إلى أن يكتب الله لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعته ويذل فيه أهل معصيته
وساعتها لن نحتاج بإذن الله لأن نقتنع هؤلاء الملوثين وأمثالهم بل إنهم هم من سيسعى بإذن الله لنصرة هذه الدعوة والتمكين لها
ولم لا وهم ربائب الغرب ؟!
أما التعليم
ثم بدا لي أنكم أخي العزيز لم تتلقوا تعليمكم في مصر
وإلا فكيف بالله تقولون هذا الكلام عن مدارس الدولة ؟!!!
سبحان الله أيكون هؤلاء على رأسها وتُعلّم ؟!!!
لم أقصد جدالكم في شيء وإنما أتكلم عن الواقع
والواقع حقيقة سيء جدا جدا جدا
شكراً مرة أخرى أخي رفعت على تعليقك
أنا بالفعل لم أتلقى تعليمي في مصر، ولذا أرجو منك أن تصحح ما ورد في تعليقي وتوافني بمعلومات أكثر عن التغريب اللغوي في مدارس الدولة بمصر.
وشكراً
شكر الله لكم !
ولكن أرأيتم ؟!
فأنا مثلا لم أعرف أنكم من المملكة إلا مذ قليل جدا بعدما قلتم أن لم تتلقوا تعليمكم في مصر
وربما لم تعرفوا أنتم أيضا موطني إلا مذ قليل
وفي هذا دليل على إحدى أهم فوائد الاهتمام بالعربية وضرورة بث الحياة فيها من جديد أو على الأقل إنقاذها من حالة الاحتضار هذه فهي تعيد توحيد هذا العدد الهائل من المسلمين ليكوّنوا معا قوة حقيقية ـ لا صورية ـ لا يستهان بها
أرأيتم إلى أي حد وصلت استكانة هذه الأمة المسكينة ؟!
سبحان الله !
الحقيقة واضحة
والأهداف الخبيثة أوضح
ومع ذلكم نأبى إلا الانصياع الكامل لهذه المخططات الخبيثة ولا حول ولا قوة إلا بالله
أما التعليم في مدارس الدولة بمصر
فهو مهزلة كبرى وهذا أقل ما يقال عنه
فالطلاب الآن يحصدون ثمار زروع خبيثة بدأت زراعتها في أرضنا الفكرية مع قدوم الكلب نابليون بونابرت إلى مصر عام 1798م ولم ينفك خبثها يتطور ويستشري يوما بعد يوم
فالمساكين يحصدون زروعا خبيثة بطريقة أخبث وأضر لأن حال معلميهم ربما أسوأ من حالهم
أخي نحن نتكلم عن اللغة
لذلكم أرجو ألا تنسى أن ليس يستقيها الطالب من التعليم فقط
بل من كل ما يدور حوله
وعلى رأسه هذا الإعلام الفاسد الذي تنتشر وسائله بسرعة مذهلة في ربوع مصر وغيرها من بلاد المسلمين
أصبح الآن خطر الإعلام أعظم من خطر التعليم
فلماذا نركز على جانب التعليم ونعول عليه هو فقط
كان لي صديق يسكن معي في القاهرة منذ سنوات وكان أيامها في الفرقة الخامسة في كلية الهندسة جامعة القاهرة وهي من " كليات القمة " في مصر !!!
وكأن بناء بيت أهم من حياة عقل وطمس هوية أمة !!!
أتعرف ماذا قال لي
أقسم لي أنه لا يستطيع القراءة في المصحف
فلم أصدق
وسألتُه أتأكد من أنه قال ما سمعتُ فأكد لي أنه لا يستطيع القراءة في المصحف وأقسم على ذلكم
كتاب الله ولا يستطيع أن يقرأ فيه
قلتُ له وكيف تصلي ؟!
قال بالسور التي حفظناها ونحن صغار " قل هو الله أحد " قل أعوذ برب الفلق "
أرأيتم ؟!
هذا رغم أنه ممن تخرجوا في مدارس الدولة ولم يكن النت موجودا في صغره بل ربما لم يأتِ بحاسب ولم يعرفه إلا في المرحلة الثانوية وبالطبع لم تكن نيران الفضائيات ولا نيران الهجمة الأمريكية على كل ما هو إسلامي بدعوى محاربة الإرهاب مستعرة كما هي الآن
بل واعلم أن أباه صاحب حضانة يُنشَأ فيها الفتية الصغار
تخرج زميلي هذا في نفس العام بتقدير جيد
والتحق بوظيفة جيدة جدا
ثم سافر إلى جدة
عندكم يعني !
ويعمل في وظيفة أفضل بمرات كثيرة من هذه التي كان يعمل بها هنا
وقد خطب ، وغَدا يتزوج ويكون له بإذن الله أولاد يعلم الله وحده إلاما سيصير حالهم !!!
ولكن هذا بالطبع لا يمنع أن نتائج هذه الصحوة الإسلامية التي نجحت الأنظمة إلى حد بعيد في تفريغها من مضمونها في نفوس كثير من الشباب ـ لا يمنع أن من نتائج هذا الشكل الموجود حاليا لتلكم الصحوة ـ أن الشباب قد أقبل على حفظ القرآن وتعلم طريقة تجويده وبعض العلوم الشرعية بعيدا طبعا عن مؤسسات الدولة ؛ لذلك يصعب الاستمرار عليهم كثيرا كما أن فرص لجوئهم لقليلي العلم والفهم والخبرة تكون أكبر بكثير
بل إن من يصلح لتلقينهم العلوم الشرعية قليلون جدا وفرص استمرارهم أقل وأضعف
وأخيرا وليس آخرا إن شاء الله ـ أرجو أن تعلم أنني تخرجتُ في دار العلوم جامعة القاهرة وهي من مؤسسات الدولة التعليمية
ومن أعرق الكليات وأفضلها
أو هكذا كانت
وأنا أؤكد لكم أن كثيرا من خريجي هذه الكلية الآن ضعيفون في اللغة العربية !!!
تخيل !!!
طالعوا مثلا هذا الرابط لتطلعوا على بعض الأسباب والنتائج ولتروا تجربة فريدة تحاول تغيير الواقع
http://bayarek.blogspot.com/2009/11/1.html
مع خالص تحياتي
شكرا أخي رفعت على المعلومات الغزيرة التي وافيتني بها.
أتفق معك تماما على أن اكتساب اللغة الفصحى لا يتم داخل أسوار المدارس فقط، وإنما خارجها أيضا. وأعتقد أن على كل منا أن يأخذ بزمام المبادرة ويحسن من مستوى لغته الفصحى عن طريق القراءة المتواصلة، فاللغة ملكة كما ذكر ابن خلدون في مقدمته ويجب أن نبذل بعضا من الجهد للتمكن منها.
أما بالنسبة لممشروع أبجد فأنا من المتابعين والمتحمسين له، وأتمنى من الله أن يوفق القائمين عليه، وذلك لإيماني العميق بأن نهضة اللغة العربية في مصر سوف يكون لها أثرا عظيما على باقي الدول العربية.
بالمناسبة أنا سوداني ولدت ونشأت في السعودية وأقيم حاليا في ماليزيا.
دمت بخير.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أخي في الله هذه أول مرة أمر بها على مدونتك الفاضلة وقد عرفتها عن طريق مدونة ماجد الحمدان .. وكل عام وانت
بخير
أنا من المهتمين جدا بموضوع اللغة وآثار العولمة وقد ناقشت هذا الأمر في عدة مواضيع لي في مدونتي المتواضعة، لكن ما أعرفه أن لغتنا العربية الفصحى ستغزو العالم قريباً إن شاء الله .. كما أن العولمة ستنهار بكل ما فيها وتتلاشى عن بكرة أبيها
جزاك الله خير الجزاء ونفع الله بك الأمة الإسلامية العربية
واسمح لي بإضافة مدونتك الفاضلة لقائمة المدونات الإلكترونية لدي وشكراً
شكراً جزيلاً أختي على تعليقك
أتمنى أن تغزو لغتنا العربية بلادنا العربية أولاً قبل أن تغزو أي مكان آخر. كما أتمنى أن لا ينافس لغتنا العربية أي لغة أخرى من المحيط إلى الخليج، سواء بقيت العولمة أم تلاشت.
وكل عام وأنت بخير
إرسال تعليق